نهر الكوثر الإدارة ( المختصة بنشر الحملة ومراقبة الموقع )
عدد الرسائل : 667 بلد العضو : 0 تاريخ التسجيل : 21/09/2008
| موضوع: زيارة الى اسعد بيت في العالم الجمعة نوفمبر 07, 2008 11:48 am | |
| زيارة الى اسعد بيت في العالم
إهداء :إلى أستاذ السعادة الأول
محمد رسول الله
زائرنا الكريم سيكون لنا الشرف أن نزور في هذه الليلة أسعد بيت في العالم ، ستندهش لروعته في بساطته وعظمته في المودة و الرحمة التي تعشش في أركانه ، سنستفيد من ذلك دروسا في السعادة لا مثيل لها و سنأخذ زادا في تأسيس البيوت على الحوار و أداء كل الحقوق لكل أفراد البيت ، إنه أسعد بيت في العالم لأن الذي أسسه هو أستاذ السعادة الأول ، لم يؤسسه بالهوى بل بوحي يوحى ، لقد عرفت الآن عن أي بيت نتحدث ، نعم إنه بيت النبوة ، بيت الرسول الأكرم و الإنسان الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم
افتح معي صديقي الزائرعقلك وقلبك وتعال نتخيل النبي الكريم في بيته ، انظر إليه وهو يدخل على أهله مسلما بصوت جهوري و الابتسامة تشرق من وجهه الشريف ، هنيئا لأهل البيت بهذا الرجل العظيم الذي لم يشغله كفاحه خارج البيت عن الاهتمام بأهل بيته ، حتى الحقوق الصغيرة لا يهملها ، ولو أراد أن يتعذر بأنه مشغول جدا لما كان متجنيا ولكنه محمد العظيم في بيته كما هو عظيم في الحياة العامة ، وهذا صنف من الرجال يندر مثله ، ففي حياتنا تعودنا أن الناجح في السياسة أو التجارة أو الإدارة هو رب أسرة فاشل ، ولكن الحبيب محمدا لم يكن كذلك وذاك هو الخلق العظيم الذي ذكره الله سبحانه في وصف النبي "وإنك لعلى خلق عظيم"
*****
نقترب الآن من إحدى سيدات بيت النبوة ، إنها أمنا عائشة رضي الله عنها ، إنها امرأة في مقتبل العمر و أوتيت من جمال الخلقة ما جعلها حبيبة الرسول الأكرم و أحب نسائه إليه بعد خديجة ، ولكنها لم تك من أولئك الجميلات اللاتي يغرهن جمالهن ، لقد كان شغلها الشاغل التبحر في شتى العلوم حتى صارت علما من أعلام الأمة في اللغة والشعر و الفقه و الطب و أنساب العرب ، كل ذلك و هي التي لم تتجاوز التاسعة عشر من عمرها يوم توفي عنها الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
و نسأل السيدة عائشة عن خلق الرسول الأكرم فتجيب في إيجاز بليغ : كان خلقه القرآن
ونسألها كيف هو مع أهله؟ فتجيب :كان أضحك الناس و أفكه الناس ، إذا خرج من البيت تمنينا رجعته بسرعة و إذا قدم تمنينا بقاءه أبدا
و نعود فنسأل : هل تقصدين أنه كان من ذلك النوع من الرجال الخاضع للنساء فلا يكاد يرد لهن طلبا ؟
وتجيب السيدة بغضب : معاذ الله أن يكون حبيبي محمدا زير نساء ، لقد نجح حبيبي في ما فشل فيه أكثر الرجال و هو المزج بين الرحمة والصرامة و الحب و الوقار و الحلم و الحزم ، خذ مثلا ، كثيرا ما يكون في مجلس أهله ملاطفا مؤانسا فإذا نادى المنادي للصلاة قام وكأنه لا يعرفنا و لا نعرفه ، وقد بلغ من حزمه ذات مرة أن عزم على تطليقنا نحن كل زوجاته وذلك عندما طالبناه بالرفاهية والعيش الرغيد مثل نساء الملوك ، فغضب وكتم غضبه ثم أنزل الله عليه قرآنا في الموضوع وهو قوله تعالى: "يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن و أسرحكن سراحا جميلا و إن كنتن تردن الله و رسوله و الدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما" عند ذلك أدركنا خطأنا و قلنا بصوت واحد بل نريد الله ورسوله و الدار الآخرة.
ونتقدم لأمنا عائشة رضي الله عنها بسؤال فنقول: صفي لنا بعض عاداته الخاصة التي تميزه ، فتقول ، بأبي هو و أمي كان أحب الأخلاق إليه الحياء ، وكان أشد حياء من العذراء في خدرها ، وكان وجهه يحمر عندما يكره شيئا ولكن لا يقول إلا خيرا .
ونعود فنسأل وكيف كان حديثه ؟ فتقول :كان حديثه ينحدر كحبات اللؤلؤ من ثغره الشريف ، إذا تحدث فكأنما يطعمك العسل ، لم يكن كثير الكلام ، ولو أراد السامع أن يعد كلماته لعدها ولكن كلامه ينضح بالحكمة ، وعندما يريد تأكيد شيء كرره ثلاث مرات و ربما ضرب بإبهام يده اليسرى على كفه اليمنى ، ذلكم هو الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
*****
نلتقي الآن بطفل صغير يتلألأ جبينه نورا ، هو أشبه الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم إنه حفيده الحسين رضي الله عنه ، و نسأله : كيف كان النبي يعامل الأطفال ؟ فيجيب بفصاحة تتجاوز سنه : لقد كان جدي يحب الصبيان ويقبلهم ويلعب معهم أحيانا ، وإذا كبروا قليلا كان كثيرا ما يردفهم معه على دابته وينصحهم ويعظهم
*****
هذا الشاب الذي أمامنا هو أنس بن مالك خادم رسول الله ص ، نقترب منه و نسأله عن معاملة الرسول ص للخدم فبقول: لقد خدمت رسول الله عشر سنين فلم يقل لي يوما لشيء فعلته لم فعلته ولا لشيء لم أفعله لم لم أفعله ، ولم أره أبدا يضرب ولدا ولا امرأة ولا خادما ولا دابة ، ومع ذلك فالكل يهابه ويطيعه ويحبه أيضا
و نسأل أنس:ماذا عن أكل الخدم في بيت النبي ص ؟ فيقول : والله ما كان يميز نفسه بشيء عنا ، ليس هذا فقط بل كان يعمل معنا ويساعدنا ثم يُجلسنا في مائدته المتواضعة
ونعود فنسأل أنس عن النبي مع جيرانه ، كان جيرانه أسعد الناس بجيرته حتى الذين كانوا يؤذونه ، مثل ذلك اليهودي الذي كان يرمي قمامته عند عتبة النبي ص وصبر عليه النبي ص لعلمه بأن هذا استفزاز ، وفي يوم من الأيام خرج الرسول من بيته فلم يجد القمامة فدق على باب جاره اليهودي ليتفقده و وجده بالفعل مريضا فعاده ولم يكلمه أبدا عن فعله القبيح فكان ذلك سببا في إعلان اليهودي إسلامه
*****
مَن هذه المرأة الغريبة في بيت رسول الله ؟ يبدو عليها أنها ليست كسائر أمهات المؤمنين في ملامحها و هيئتها ، نقترب منها و نسألها : من أنت يرحمك الله؟ فتقول بلغة عربية فيها لكنة : أنا أمكم صفية بنت حيي ، كنت إسرائيلية ثم أكرمني الله بالإسلام وزاد في إكرامي بالزواج من حبيبي محمد
فقلنا : يا للعجب الرسول يتزوج امرأة من قوم هم ألد أعدائه؟ فتقول: ولم العجب ، أليس هو رسول الله للناس كافة ؟ لم يكن محمد أبدا عنصريا ، ولقد تزوجني رغبة في تأليف قلوب قومي من اليهود لعلهم يسلمون ، و نسأل السيدة صفية : ألم تجدي صعوبة في التأقلم ضمن مجتمع يختلف عما تربيت عليه ؟ فتقول : طبيعي أن أجد بعض الصعوبات ولكن حبيبي محمدا كان ماهرا في حل المشكلات ، اسمعوا هذه القصة :
ذات مرة غارت أمهات المؤمنين مني لجمالي الفائق فأخذوا يلمزونني بأني يهودية ، اغتظت لذلك كثيرا ولم يكن لي غير حببي محمدا أبثه شكواي فلما عرضت عليه الأمر ضحك ثم قال قولي لهن وكيف تكن أكرم مني و أنا زوجي نبي و أبي نبي و عمي نبي ، وكان كلامه بلسما شافيا أعاد إلي اعتباري و كرامتي وتلك عادته دائما بأبي هو و أمي
*****
| |
|