ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بســـم الله الـــرحـمــن الرحيـــــمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالحمـد لله الخــالق ومن سواه مخلــوق
الـــرازق وغيره عبد فقــيــر مـــرزوق
أحـــمده على ماله من الصفات وأسألهأن يعيــــننــا عــــلى أداء الحــــقــــوق
وأشــــهـــد أن لا إلــــه إلا الله وحـــده
لا شـريـك لـه في ألوهيـته وربوبيـتـــهوأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل
بريته اللهم صل وسلـم على محـــــمـد
وعلى آله وأصحابه ،ومن تـــبعهم فيسنته .أما بعد:أيها الناس اتــقـــوا الله
تعالى وإيــاكم والاغـــتـرار بالأمـــاني
والآمال، فإنكم علـــــى وشــك النقــلةوالارتــحال ، أيـن مــن جـمع الأمـوال
ونـماها ؟ !وافتخر على أقرانه وتمـتع
بلذاته وباهى؟أما ترون القبر قد حواهوالتراب قد أكله وأبلاه،ولم يبق له إلا
ما قـدمــت يـــداه (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ
كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ، فَأَمَّا مَـنْأُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَـمِينِهِ ، فَسَوْفَ يُحَاسَــبُ
حِسَــاباً يَسِــيراً ، وَيَنــقَلِبُ إِلَى أَهْــلِهِ
مَسْرُوراً ، وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَــابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ ، فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً، وَيَصْـلَـى
سَعِيراً) كتاب ينطــق بما جرى شفاها
كتاب عرف بجمــيع الأعـــمال حسنها وسيئها وجلاها،تعرض خائنة الأعين
على مـن قـد رآهـا ، وخافية الصـــدور
وصاحبها قد أخفــاها ،لا يغادر كبيـرةولا صغيرة إلا أحصاها ،فحينئذ يغتبط
المتقون بكتـب أعمالهم الـتي قــدموها
ويقولون لمـعارفهم مبتهجين بالأعمالالصالحة التي أسلفوها( هَاؤُمُ اقْـــرَؤُوا
كِتَابِيهْ،إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّـي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ ،
فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ،فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ، قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ)ويقال لهم(كُلُوا وَاشْرَبوا
هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ)وأما
من أوتي كتابه بشماله فيقول حين أيقنبالشقــاء الأبــدي والعـــذاب السرمـدي
(يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِـيهْ، وَلَــمْ أَدْرِ مَـا
حِسَابِيهْ ، يَـا لَيْــتَهَا كَانَــتِ الْقَاضِـــيَةَ، مَاأَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ،هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ)
فيقال للزبانية عند ذلك(خُذُوهُ فَغُلُّوهُ،ثُمَّ
الْجَحِيمَ صَلُّـوهُ ، ثُـمَّ فِي سِلْسِـلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ)والسبـب الـذي
أوصله إلى هذا العـذاب الفظيع والعقاب
الشديد والموضــع المريـــــع أنه كـــان لايؤمن بالله العظيم،ولايحض على طعام
المسكين ضيع حق الله فتجرأ على الكفر
والفسوق والعصيــان ، وضيع حقـــوق المحــتاجين بالقسوة والبـــخل وعـــــدم
الإحسـان يا له من يــــوم يخـــــسر فيه
المبطلون ويفــوز فيه المتقون ويربــحفيه العاملون ( وَتُوَفَّـى كُـــلُّ نَفْـــسٍ مَّا
عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُــونَ ) سورة النحل .
أجارني الله وإياكم من النار،ومنّ علينابالرحــمة والمغفرة فإنه الكريم الستار
الشيخ: عـــــبد الرحمــن السعــديــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ